جاءت قراءتي لرواية ليون الإفريقي لكاتبها أمين معلوف في وقت يعيد فيه أبناء وطني التفكر بهويتهم وانتمائهم الثقافي، في وقت قد تشتت فيه الشعب السوري في بلاد المهجر. وكثير أولئك الذين وجدوا أنفسهم تحت ظل ثقافات جديدة وحضارات يعيشون بكنفها بعد تركهم لوطنهم الأم.
كان للرواية وقع الصاعقة في المجتمع الثقافي العالمي حين نشرت عام تسعة وأربعين، كما أن أورويل احتل المرتبة الثانية في قائمة أعظم الكتاب البريطانيين حسب مجلة التايمز.
لماذا الليالي البيضاء؟ لماذا هذا العنوان، أذلك لثلاث ليال قضاها بطلنا برفقة فتاة حسناء كان يتوق لمحادثتها؟ كلا. بل لأن الشمس في بطرسبرغ تغيب لعشرين دقيقة فقط في نهاية شهر أيار لمنتصف شهر تموز! إنها سماء بيضاء ناصعة.
ظلّت رائعة جوزيه ساراماغو على رف مكتبتي مهجورة لفترة طويلة، إلى أن صرخت صديقة لي "هيه، ألم تقرأ رواية العمى إلى الآن؟ دع كل شيء ولتقرأ هذا الكتاب" كان ذلك. التقطت الكتاب لأباشر بالصفحة الأولى، أما عقارب الساعة فكانت تجري لأجد نفسي ألتهم الصفحات لثلاث ساعات متواصلة.