
في هذا المقال حديثٌ عن نقطة الموت والانتحار، المحورية في الرواية، وهنا يجب تحذير من قد تؤذيه متابعة القراءة من وجودِ ذكرٍ للانتحار والموت والصدمة في السطور التالية، النقاش التالي قد يكون شخصياً لا يمكن تعميمه، ولكن سأقول ما بذهني من أفكارٍ عن رواية استغرقت شهوراً في قراءتها، وأنا في غاية الامتنان لتلك الشهور.

ماذا كان دازاي المُنتحر سنة 1948 يحاول أن يقول؟ وكيف استطاع فعل ذلك ومن ثم تخليد اسمه في الذاكرة الأدبية اليابانية؟

جاءت قراءتي لرواية ليون الإفريقي لكاتبها أمين معلوف في وقت يعيد فيه أبناء وطني التفكر بهويتهم وانتمائهم الثقافي، في وقت قد تشتت فيه الشعب السوري في بلاد المهجر. وكثير أولئك الذين وجدوا أنفسهم تحت ظل ثقافات جديدة وحضارات يعيشون بكنفها بعد تركهم لوطنهم الأم.

كان للرواية وقع الصاعقة في المجتمع الثقافي العالمي حين نشرت عام تسعة وأربعين، كما أن أورويل احتل المرتبة الثانية في قائمة أعظم الكتاب البريطانيين حسب مجلة التايمز.

بدأت بقراءة رواية الطاعون مؤخراً بعد موسم امتحانات مرهق بظل التوتر الحاصل من انتشار فيروس كورونا، ولم أستطع سوى التمسك بها بدون راحة حتى إنهائها

لماذا الليالي البيضاء؟ لماذا هذا العنوان، أذلك لثلاث ليال قضاها بطلنا برفقة فتاة حسناء كان يتوق لمحادثتها؟ كلا. بل لأن الشمس في بطرسبرغ تغيب لعشرين دقيقة فقط في نهاية شهر أيار لمنتصف شهر تموز! إنها سماء بيضاء ناصعة.

من اللحظة الأولى التي تبدأ فيها قراءة سبوتنيك الحبيبة يمكنك -وبكل وضوح- إدراك أنّها ستخوض في الجوانب النفسية للكاتب. هذا لا يقدّم أصلاً بطريقة "بين السطور" بل يعرض بشكل واضح في حديث الشخصية الرئيسية مجهولة الاسم التي تروي أحداث القصّة. ولكن، ما لن تلاحظه في البداية هو أن الشخصية التي تروي الرواية هي الشخصية المدروسة، وليست "سوميري" كما يبدو في الفصول الأولى.

ظلّت رائعة جوزيه ساراماغو على رف مكتبتي مهجورة لفترة طويلة، إلى أن صرخت صديقة لي "هيه، ألم تقرأ رواية العمى إلى الآن؟ دع كل شيء ولتقرأ هذا الكتاب" كان ذلك. التقطت الكتاب لأباشر بالصفحة الأولى، أما عقارب الساعة فكانت تجري لأجد نفسي ألتهم الصفحات لثلاث ساعات متواصلة.

كتاب صغير الحجم عله يكون أقرب للأفكار التي عاشها مؤلفه الألماني في فترات حياته المختلفة، دوّن فيه نظرته للإنسان والأخلاق والإله، نظرة قد تكون متطرفة أو مستهزئة مستنكرة بالنسبة للبعض، ولكنها عامرة بإيمانه بما قد استطاع إليه سبيلاً من نفسه الحقيقية التي أرادها.

في الكفّة الأوّلى، لدينا صورة البطل النمطية، الابتسامة الساحرة، العضلات المفتولة، الوجه المشرق والمحبّ، الصورة التي يرغب كلّ منّا في طفولته عيشها وتجربتها. وفي الكفّة الأخرى هناك الأبطال الحقيقيّون، رجال الشرطة والإطفاء والإسعاف، أشخاص عاديّون، بصفات عاديّة، يعيشون حياتهم العاديّة حتّى يتخلّص العالم منهم بعد انتهاء صلاحيّتهم أو فشلهم في المهمّة التي وكّلت لهم.